تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٨
كان له ابن بالغ لاق بمنصبه أن يكون نبيا كما قال صلى الله عليه وسلم في إبراهيم حين توفى لو عاش لكان نبيا ولا يقدح في نزول عيسى بعده لأنه إذا نزل كان على دنيه مع أن المراد منه انه آخر من نبئ * (وكان الله بكل شيء عليما) * فيعلم من يليق بأن يختم به النبوة وكيف ينبغي شأنه * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) * يغلب الأوقات ويعم الأنواع بما هو أهله من التقديس والتحميد والتهليل والتمجيد * (وسبحوه بكرة وأصيلا) * أول النهار وآخره خصوصا وتخصيصهما بالذكر للدلالة على فضلهما على سائر الأوقات لكونهما مشهودين كأفراد التسبيح من جملة الأذكار لأنه العمدة فيها وقيل الفعلان موجهان أليهما وقيل المراد بالتسبيح الصلاة * (هو الذي يصلي عليكم) * بالرحمة * (وملائكته) * بالاستغفار لكم والاهتمام بما يصلحكم والمراد بالصلاة المشترك وهو العناية بصلاح أمركم وظهور شرفكم مستعار من الصلو وقيل الترحم والانعطاف المعنوي مأخوذ من الصلاة المشتملة على الانعطاف الصوري الذي هو الركوع والسجود واستغفار الملائكة ودعاؤهم للمؤمنين ترحم عليه سيما وهو السبب للرحمة من حيث إنهم مجابو الدعوة * (ليخرجكم من الظلمات إلى النور) * من ظلمات الكفر والمعصية إلى انوري الإيمان والطاعة * (وكان بالمؤمنين رحيما) * حيث اعتنى بصلاح أمرهم وانافة قدرهم واستعمل في ذلك ملائكته المقربين * (تحيتهم) * من إضافة المصدر إلى المفعول أو يحيون * (يوم يلقونه) * يوم لقائه عند الموت أو الخروج من القبور أو دخول الجنة * (سلام) * إخبار بالسلامة عن كل مكروه
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»