تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٨٤
* (أو ما ملكت أيمانهن) * يعم الإماء والعبيد لما روي أنه عليه الصلاة والسلام أتى فاطمة بعبد وهبه لها وعليها ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت رجليها لم يبلغ رأسها فقال عليه الصلاة والسلام إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك وقيل المراد بها الإماء وعبد المرأة كالأجنبي منها * (أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال) * أي أولي الحاجة إلى النساء وهم الشيوخ الهم والممسوحون وفي المحبوب والخصي خلاف وقيل البله الذين يتبعون الناس لفضل طعامهم ولا يعرفون شيئا من أمور النساء وقرأ ابن عامر وأبو بكر غير بالنصب على الحال * (أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء) * لعدم تمييزهم من الظهور بمعنى الاطلاع أو لعدم بلوغهم حد الشهوة من الظهور بمعنى الغلبة والطفل جنس وضع موضع الجمع اكتفاء بدلالة الوصف * (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) * ليتقعقع خلخالخها فيعلم أنها ذات خلخال فإن ذلك يورث ميلا في الرجال وهو أبلغ من النهي عن إظهار الزينة وأدل على المنع من رفع الصوت * (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) * إذ لا يكاد يخلو أحد منكم من تفريط سيما في الكف عن الشهوات وقيل توبوا مما كنتم تفعلونه في الجاهلية فإنه وإن جب بالإسلام لكنه يجب الندم عليه والعزم على الكف عنه كلما يتذكر وقرأ ابن عامر * (أيها المؤمنون) * وفي الثلاثة والباقون بفتحها ووقف أبو عمرو والكسائي عليهن بالألف ووقف الباقون بغير الألف * (لعلكم تفلحون) * بسعادة الدارين * (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) * لما نهى عما عسى يفضي إلى السفاح المخل بالنسب المقتضي للألفة وحسن التربية ومزيد الشفقة المؤدية إلى بقاء النوع بعد الزجر عنه مبالغة فيه عقبه بأمر النكاح الحافظ له والخطاب للأولياء والسادة وفيه دليل على وجوب تزويج المولية والمملوك وذلك عند طلبهما وإشعار بأن المرأة والعبد لا
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»