تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٨٠
لأن الكلام فيمن كان كذلك أو لموصفات أقيمت مقامها فيكون أبلغ في تعليل المقصود * (وليعفوا) * عما فرط منهم * (وليصفحوا) * بالإغماض عنه * (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) * على عفوكم وصفحكم وإحسانك إلى من أساء إليكم * (والله غفور رحيم) * مع كمال قدرته فتخلقوا بأخلاقه روي أنه عليه الصلاة والسلام قرأها على أبي بكر رضي الله تعالى عنه فقال بلى أحب ورجع إلى مسطح نفقته * (إن الذين يرمون المحصنات) * العفائف * (الغافلات) * عما قذفن به * (المؤمنات) * بالله وبرسوله استباحة لعرضهن وطعنا فيهن * (ولهم عذاب عظيم) * لعظم ذنوبهم وقيل هو حكم كل قاذف ما لم يتب وقيل مخصوص بمن قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا توبة له ولو فتشت وعيدات القرآن لتجد أغلظ مما نزل في إفك عائشة رضي الله تعالى عنها * (يوم تشهد عليهم) * ظرف لما في لهم من معنى الاستقرار لا للعذاب لأنه موصوف وقرأ حمزة والكسائي بالياء للتقدم والفصل * (ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) * يعترفون بها بإنطاق الله تعالى إياها بغير اختيارهم أبو بظهور آثاره عليها وفي ذلك مزيد تهويل للعذاب
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»