تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٨٢
أأدخل ثلاث مرات فإن أذن له دخل وإلا رجع * (ذلكم خير لكم) * أي الاستئذان أو التسليم خير لكم من أن تدخلوا بغتة أو من تحية الجاهلية كان الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته قال حييتم صباحا أو حييتم مساء ودخل فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف وروي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أأستأذن على أمي قال نعم قال إنها ليس لها خادم غيري أأستأذن عليها كلما دخلت قال أتحب أن تراها عريانة قالا لا قال فاستأذن * (لعلكم تذكرون) * متعلق بمحذوف أي أنزل عليكم أو قيل لكم هذا إرادة أن تذكروا وتعملوا بما هو أصلح لكم * (فإن لم تجدوا فيها أحدا) * يأذن لكم * (فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم) * حتى يأتي من يأذن لكم فإن المانع من الدخول ليس الاطلاع على العورات فقط بل وعلى ما يخفيه الناس عادة مع أن التصرف في ملك الغير بغير إذنه محظور واستثنى ما إذا عرض فيه حرق أو غرق أو كان فيه منكر ونحوها * (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا) * ولا تلحوا * (هو أزكى لكم) * الرجوع أطهر لكم عما لا يخلو الإلحاح والوقوف على الباب عنه من الكراهة وترك المروءة أو أنفع لدينكم ودنياكم * (والله بما تعملون عليم) * فيعلم ما تأتون وما تذرون مما خوطبتم به فيجازيكم عليه * (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة) * كالربط والحوانيت والخانات والخانقات * (فيها متاع) * استماع * (لكم) * كالاستكنان من الحر والبرد وإيواء الأمتعة والجلوس للمعاملة وذلك استثناء من الحكم السابق لشموله البيوت المسكونة وغيرها * (والله يعلم ما تبدون وما تكتمون) * وعيد لمن دخل مدخلا لفساد أو تطلع على عورات * (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) * أي ما يكون نحو محرم * (ويحفظوا فروجهم) * إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم ولما كان المستثنى منه كالشاذ النادر بخلاف الغض
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»