تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٥٤
والاعتبار * (وإن كنا لمبتلين) * لمصيبين قوم نوح ببلاء عظيم أو ممتحنين عبادنا بهذه الآيات * (وإن) * هي المخففة واللام هي الفارقة * (ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) * هم عاد أو ثمود * (فأرسلنا فيهم رسولا منهم) * هو هود أو صالح وإنما جعل القول موضع الإرسال ليلد على أنه لم يأتهم من مكان غير مكانهم وإنما أوحي إليه وهو بين أظهرهم * (أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) * تفسير لأرسلنا أي قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا الله * (أفلا تتقون) * عذاب الله * (وقال الملأ من قومه الذين كفروا) * لعله ذكر بالواو لأن كلامهم لم يتصل بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف قول قوم نوح حيث استؤنف به فعلى تقدير سؤال * (وكذبوا بلقاء الآخرة) * بلقاء ما فيها من الثواب والعقاب أو بمعادهم إلى الحياة الثانية بالبعث * (وأترفناهم) * ونعمناهم * (في الحياة الدنيا) * بكثرة الأموال والأولاد * (ما هذا إلا بشر مثلكم) * في الصفة والحالة * (يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون) * تقرير للماثلة و * (ما) * خبرية والعائد إلى الثاني منصوب محذوف أو مجرور حذف مع الجار لدلالته ما قبله عليه * (ولئن أطعتم بشرا مثلكم) * فيما يأمركم به * (إنكم إذا لخاسرون) * حيث أذللتم أنفسكم و * (إذا) * جزاء للشرط وجواب للذين قاولوهم من قومه * (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما) * مجردة عن اللحوم والأعصاب * (أنكم مخرجون) * من الأجداث أو من العدم تارة أخرى إلى الوجود و * (إنكم) * تكرير للأول أكد به لما طال الفصل بينه وبين خبره أو أنكم لمخرجون مبتدأ خبره الظرف المقدم أو فاعل للفعل المقدر جوابا للشرط والجملة خبر الأول أي أنكم إخراجكم إذا متم أو أنكم إذا متم وقع إخراجكم ويجوز أن يكون خبر الأول محذوفا لدلالة خبر الثاني عليه لا أن يكون الظرف لأن اسمه جثة * (هيهات هيهات) * بعد التصديق أو الصحة * (لما توعدون) * أو بعدما توعدون واللام للبيان كما في * (هيت لك) * كأنهم لما صوتوا بكلمة الاستعباد قيل فما له هذا الاستعباد قالوا * (لما توعدون) * وقيل * (هيهات) * بمعنى البعد وهو مبتدأ خبره * (لما توعدون) * وقرئ بالفتح منونا للتكبير وباللضم منونا
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»