الجد ما شغلهم عنه وهو أبلغ من الذين لا يلهون من وجوه جعل الجملة اسمية وبناء الحكم على الضمير والتعبير عنه بالاسم وتقديم الصلة عليه وإقامة الإعراض مقام الترك ليدل على بعدهم عنه رأسا مباشرة وتسببا وميلا وحضورا فإنه أصله أن يكون في عرض غير عرضه وكذلك قوله * (والذين هم للزكاة فاعلون) * وصفهم بالخشوع ليدل على أنهم بلغوا الغاية في لقيام على الطاعات البدنية والمالية والتجنب عن المحرمات وسائرما توجب المروءة اجتنابه والزكاة تقع على المعنى والعين والمراد الأول لأن الفاعل فاعل الحدث لا المحل الذي هو موقعه أو الثاني على تقدير مضاف * (والذين هم لفروجهم حافظون) * لا يبذلونها * (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) * زوجاتهم أو سرياتهم و * (على) * صلة ل * (حافظون) * من قولك احفظ على عنان فرسي أو حال أي حافظوها في كافة الأحوال إلا في حال التزوج أو التسري أو بفعل دل عليه غير ملومين وإنما قال ما إجراء للماليك مجرى غير العقلاء إذ الملك أصل شائع فيه وإفراد ذلك بعد تعميم قوله * (والذين هم عن اللغو معرضون) * لأن المباشرة أشهى الملاهي إلى النفس وأعظمها خطرا * (فإنهم غير ملومين) * الضمير لحافظون أو لمن دل عليه الاستثناء أي فإن بذلوها لأزواجهم أو إمائهم فإنهم غير ملومين على ذلك * (فمن ابتغى وراء ذلك) * المستثنى * (فأولئك هم العادون) * الكاملون في العدوان
(١٤٧)