تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١١٦
* (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) * تكرير للتأكيد ولم نيط به من الدلالة بقوله * (ولا هدى ولا كتاب منير) * على أنه لا سند له عن استدلال أو وحي أو الأول في المقلدين وهذا في المقلدين والمراد بالعلم العلم الفطري ليصبح عطف ال * (هدى) * وال * (كتاب) * عليه * (ثاني عطفه) * متكبرا وثنى العطف كناية عن التكبر كلي الجيد أو معرضا عن الحق استخفافا به وقرئ بفتح العين أي مانع تعطفه * (ليضل عن سبيل الله) * علة للجدال وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بفتح الياء على أن إعراضه عن الهدى المتمكن منه بالإقبال على الجدال الباطل خروج من الهدى إلى الضلال وأنه من حيث مؤداه كالغرض له * (له في الدنيا خزي) * وهو ما أصابه يوم بدر * (ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) * المحروق وهو النار * (ذلك بما قدمت يداك) * على الالتفات أو إرادة القول أي يقال له يوم القيامة ذلك الخزي والتعذيب بسبب ما اقترفته من الكفر والمعاصي * (وأن الله ليس بظلام للعبيد) * وإنما هو مجاز لهم على أعمالهم والمبالغة لكثرة العبيد * (ومن الناس من يعبد الله على حرف) * على طرف من الدين لا ثبات له فيه كالذي يكون على طرف الجيش فإن أحس بظفر قر وإلا فر * (فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه) * روي أنها نزلت في أعاريب قدموا المدينة فكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهرا سريا وولدت امرأته غلاما سويا وكثر ماله وماشيته قال ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيرا واطمأن وإن كان الأمر بخلافه قال ما أصبت إلا شرا وانقلب وعن أبي سعيد أن يهوديا أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بالإسلام فأتى
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»