تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٩٤
الحارث حين استعجل العذاب * (سأريكم آياتي) * نقماتي في الدنيا كوقعة بدر وفي الآخرة عذاب النار * (فلا تستعجلون) * بالإتيان بها والنهي عما جبلت عليه نفوسهم ليقعدوها عن مرادها * (ويقولون متى هذا الوعد) * وقت وعد العذاب أو القيامة * (إن كنتم صادقين) * يعنون النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم * (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون) * محذوف الجواب و * (حين) * مفعول * (يعلم) * أي لو يعلمون الوقت الذي يستعجلون منه بقولهم * (متى هذا الوعد) * وهو حين تحيط بهم النار من كل جانب بحيث لا يقدرون على دفعها ولا يجدون ناصرا يمنعها لما استعجلوا يعلمون بطلان ما هم عليه حين لا يكفون وإنما وضع الظاهر فيه موضع الضمير للدلالة على ما أوجب لهم ذلك * (بل تأتيهم) * العدة أو النار أو الساعة * (بغتة) * فجأة مصدر أو حال وقرئ بفتح الغين * (فتبهتهم) * فنغلبهم أو تحيرهم وقرئ الفعلان بالياء والضمير ل * (الوعد) * أو ال * (حين) * وكذا في قوله * (فلا يستطيعون ردها) * لأن الوعد بمعنى النار أو العدة والحين بمعنى الساعة ويجوز أن يكون ل * (النار) * أو لل * (بغتة) * * (ولا هم ينظرون) * يمهلون وفيه تذكير بإمهالهم في الدنيا * (ولقد استهزئ برسل من قبلك) * تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم * (فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون) *
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»