وأنتم فقالوا ما أعجب شأنك ساعة تقول * (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * وساعة تقول هذا فنزلت * (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام) * وما قالوه لسوء فهمهم لان الحكمة الانسانية أن يعلم من الخير والحق ما تسعه القوة البشرية بل ما ينتظم به معاشه ومعاده وهو بالإضافة إلى معلومات الله التي لا نهاية لها قليل ينال به خير الدارين وهو بالإضافة إليه كثيرا * (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) * اللام الأولى موطئة للقسم و * (لنذهبن) * جوابه النائب مناب جزاء الشرط والمعنى أن شئنا ذهبنا بالقرآن ومحوناه من المصاحف والصدور * (ثم لا تجد لك به علينا وكيلا) * من يتوكل علينا استرداده مسطورا محفوظا * (إلا رحمة من ربك) * فإنها أن نالتك فلعلها تسترده عليك ويجوز أن يكون استثناء منقطعا بمعنى ولك رحمة ربك تركته غير مذهوب به فيكون امتنانا بابقائه بعد المنة في تنزيله * (إن فضله كان عليك كبيرا) * كإرساله وانزال الكتاب عليه وابقائه في حفظه * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن) * في البلاغة وحسن النظم وكمال المعنى * (لا يأتون بمثله) * وفيهم العرب العرباء وأرباب البيان وأهل التحقيق وهو جواب قسم محذوف دل عليه اللام الموطئة ولولا هي لكان جوب الشرط بلا جزم لكون الشرط ماضيا كقول زهير (وإن أتاه خليل يوم مسألة يقول لا غائب مالي ولا حرم)
(٤٦٥)