تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦١
عذاب القبر * (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) * يدفع العذاب عنك * (وإن كادوا) * وان كاد أهل مكة * (ليستفزونك) * ليزعجوك بمعاداتهم * (من الأرض) * أرض مكة * (ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك) * ولو خرجت لا يبقون بعد خروجك * (إلا قليلا) * وقد كان كذلك فإنهم أهلكوا ببدر بعد هجرته بسنة وقيل الآية نزلت في اليهود حسدوا مقام النبي بالمدينة فقالوا الشام مقام الأنبياء فإن كنت نيا فالحق بها حتى نؤمن بك فوقع ذلك في قلبه فخرج مرحلة فنزلت فرجع ثم قتل منهم بنوا قريظة واجلى بنو قريظة واجلى بنو النضير بقليل وقرئ (لا يلبثوا) منصوبا ب * (إذا) * على أنه معطوف على جملة قوله * (وإن كادوا ليستفزونك) * لا على خبر كاد فإن إذا لا تعمل إذا كان معتمدا ما بعدها على ما قبلها وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وحفص * (خلافك) * وهو لغة فيه قال الشاعر (عفت الديار خلافهم فكأنما بسط الشواطب بينهن حصيرا) * (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) * نصب على المصدر أي سن الله ذلك سنة وهو أن يهلك كل أمة اخرجوا رسولهم من بين أظهرهم فالسنة لله واضافتها إلى الرسل لأنها من اجلهم ويدل عليه * (ولا تجد لسنتنا تحويلا) * أي تغييرا * (أقم الصلاة لدلوك الشمس) * لزوالها ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر وقيل لغروبها واصل التركيب للانتقال ومنه الدلك فإن الدلك لا تستقر يده وكذا كل ما تركب من الدال واللام كدلج ودلح ودلع ودلف ودله وقيل الدلوك من الدلك لان الناظر إليها يدلك عينيه ليدفع
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»