تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٩
* (أو لم يروا) * أو لم يعلموا * (أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم) * فإنهم ليسوا أشد خلقا منهن ولا الإعادة أصعب عليه من الابداء * (وجعل لهم أجلا لا ريب فيه) * هو الموت أو القيامة * (فأبى الظالمون) * مع وضوح الحق * (إلا كفورا) * إلا جحودا * (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي) * خزائن رزقه وسائر نعمه وأنتم مرفوع بفعل يفسره ما بعده كقول حاتم لو ذات سوار لطمتني وفائدة هذا الحذف والتفسير المبالغة مع الايجاز والدلالة على الاختصاص * (إذا لأمسكتم خشية الإنفاق) * لبخلتم مخافة النفاد بالانفاق إذ لا أحد إلا ويختار النفع لنفسه ولو آثر غيره بشيء فإنما يؤثره لعوض يفوقه فهو إذن بخيل بالإضافة إلى جود الله تعالى وكرمه هذا وإن البخلاء أغلب فيهم * (وكان الإنسان قتورا) * بخيلا لان بناء أمره على الحاجة والضنة بما يحتاج إليه وملاحظة العوض فيما يبذله * (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) * هي العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم وانفجار الماء من الحجر وانفلاق البحر ونتق الطور على بني إسرائيل وقيل الطوفان والسنون وقص الثمرات مكان الثلاثة الأخيرة وعن صفوان أن يهديا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرفوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت فقبل اليهودي يده ورجله فعلى هذا المراد بالآيات الأحكام العامة للملل الثابتة في كل الشرائع سميت بذلك لأنها تدل على حال من يتعاطى متعلقها في الآخرة من السعادة أو الشقاوة وقوله وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا حكم مستأنف زائد على الجواب ولذلك غير فيه سياق الكلام * (فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم) * فقلنا له سلهم من فرعون ليرسلهم معك أو سلهم عن حال دينهم ويؤيده قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل على لفظ المضي بغير همز وهو
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»