تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٤
* (وإذا أنعمنا على الإنسان) * بالصحة والسعة * (أعرض) * عن ذكر الله * (ونأى بجانبه) * لوى عطفه وبعد بنفسه عنه كأنه مستغن مستبد بأمره ويجوز أن يكون كناية عن الاستكبار لأنه من عادة المستكبرين وقرأ ابن عامر برواية ابن ذكوان هنا وفي فصلت (وناء) على القلب أو على أنه بمعنى نهض * (وإذا مسه الشر) * من مرض أو فقر * (كان يؤوسا) * شديد اليأس من روح الله * (قل كل يعمل على شاكلته) * قل كل أحد يعمل على طريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة أو جوهر روحه وأحواله التابعة لمزاج بدنه * (فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) * أسد طريقا وأبين منهجا وقد فسرت الشاكلة بالطبيعة والعادة والدين * (ويسألونك عن الروح) * الذي يحيا به بدن الإنسان ويدبره * (قل الروح من أمر ربي) * من الابداعيات الكائنة ب * (كن) * من غير مادة وتولد من أصل كأعضاء جسده أو وجد بأمره وحدث بتكوينه على أن السؤال عن قدمه وحدوثه وقيل مما استأثر الله بعلمه لما روي أن اليهود قالوا لقريش سلوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنبي وان أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نبي فبين لهم القصتين وأبهم أمر الروح وهو مبهم في التوراة ويقل الروح جبريل وقيل خلق أعظم من الملك وقيل القرآن ومن أمر ربي معناه من وحيه * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * تستفيدونه بتوسط حواسكم فإن اكتساب العقل للمعارف النظرية إنما هو من الضروريات المستفادة من احساس الجزئيات ولذلك قيل من فقد حسا فقد فقد علما ولعل أكثر الأشياء لا يدركه الحس ولا شيئا من أحواله المعروفة لذاته وهو إشارة إلى أن الروح مما لا يمكن معرفة ذاته إلا بعوارض تميزه عما يلتبس به فلذلك اقتصر على هذا الجواب كما اقتصر موسى في جواب وما رب العالمين بذكر بعض صفاته روي أنه صلى الله عليه وسلم لما قال لهم ذلك قالوا انحن مختصون بهذا الخطاب فقال بل نحن
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»