تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٩
جمع أم كخف وخفاف والحكمة في ذلك اجلال عيسى عليه السلام واظهار شرف الحسن والحسين رضي الله عنهما وان لا يفتضح أولاد الزنا * (فمن أوتي) * من المدعوين * (كتابه بيمينه) * أي كتاب عمله * (فأولئك يقرؤون كتابهم) * ابتهادا وتبجحا بما يرون فيه * (ولا يظلمون فتيلا) * ولا ينقصون من أجورهم أدنى شيء وجمع اسم الإشارة والضمير لان من أوتي في معنى الجمع وتعليق القراءة بإيتاء الكتاب باليمين يدل على أن من أوتي كتابه بشماله إذا اطلع ما فيه غشيهم من الخجل والحيرة ما يحبس ألسنتهم عن القراءة ولذلك لم يذكرهم من أن قوله * (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) * أيضا مشعر بذلك فإن الأعمى لا يقرأ الكتاب والمعنى ومن كان في هذه الدنيا أعمى القلب لا يبصر رشده كان في الآخرة أعمى لا يرى طريق النجاة * (وأضل سبيلا) * منه في الدنيا لزوال الاستعداد وفقدان الآلة والمهلة وقيل لان الاهتداء بعد لا ينفعه والأعمى مستعار من فاقد الحاسة وقيل الثاني للتفضيل من عمي بقلبه كالاجهل والأبله ولذلك لم يمله أبو عمرو ويعقوب فإن أفعل
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»