تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٩
غاية التعظيم لا تحق إلا لمن له غاية العظمة ونهاية الأنعام وهو كالتفصيل لسعي الآخرة ويجوز أن تكون * (إن) * مفسرة و * (لا) * ناهية * (وبالوالدين إحسانا) * وبأن تحسنوا أو وأحسنوا بالوالدين احسانا لأنهما السبب الظاهر للوجود والتعيش ولا يجوز أن تتعلق الباء بالاحسان لأن صلته لا تتقدم عليه * (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) * * (أما) * لا هي أن الشرطية زيدت عليها ما تأكيدا ولذلك صح لحوق النون المؤكدة للفعل وأحدهما فاعل * (يبلغن) * ويدل على قراءة حمزة والكسائي من ألف (يبلغان) الراجع إلى * (الوالدين) * وكعطف على أحدهما فاعلا أو لبدلا ولذلك لم يجز أن يكون تأكيدا للألف ومعنى * (عندك) * أن يكونا في كنفك وكفالتك * (فلا تقل لهما أف) * فلا تتضجر مما يستقذر منهما وتستثقل من مؤنتهما وهو صوت يدل على تضجر وقيل هو اسم الفعل الذي هو اتضجر وهو مبني على الكسر لالتقاء الساكنين وتنوينه في قراءة نافع وحفص للتنكير وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بالفتح على التخفيف وقرئ به منونا وبالضم للاتباع كمنذ منونا وغير منون والنهي عن ذلك يدل على المنع من سائر أنواع الايذاء قياسا بطريق الأولى وقيل عرفا كقولك فلان لا يملك النقير والقطمير ولذلك منع رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة من قتل أبيه وهو في صف المشركين نهى عما يؤذيهما بعد الأمر بالاحسان بهما * (ولا تنهرهما) *
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»