تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣١
المنام أو في اليقظة بروحه أو بجسده والأكثر على أنه أسري بجسده إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السماوات حتى انتهى إلى سدرة المنتهى ولذلك تعجب قريش واستحالوه والاستحالة مدفوعة بما ثبت في الهندسة أن ما بين طرفي قرص الشمس ضعف ما بين طرفي كرة الأرض مائة ونيفا وستين مرة ثم إن طرفها الأسفل يصل موضع طرفها الأعلى في أقل من ثانية وقد برهن في الكلام أن الأجسام متساوية في قبول الأعراض وأن الله قادر على كل الممكنات فيقدر أن يخلق مثل هذه الحركة السريعة في بدن النبي صلى الله عليه وسلم أو فيما يحمله والتعجب من لوازم المعجزات * (إلى المسجد الأقصى) * بيت المقدس لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد * (الذي باركنا حوله) * ببركات الدين والدنيا لأنه مهبط الوحي ومتعبد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من لدن موسى عليه الصلاة والسلام ومحفوف بالأنهار والأشجار * (لنريه من آياتنا) * كذهابه في برهة من الليل مسيرة شهر ومشاهدته بيت المقدس وتمثل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام له ووقوفه على مقاماتهم وصرف الكلام من الغيبة إلى التكلم لتعظيم تلك البركات والآيات وقرئ * (ليريه) * بالياء * (إنه هو السميع) * لأقوال محمد صلى الله عليه وسلم * (البصير) * بأفعاله فيكرمه ويقربه على حسب ذلك * (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا) * على أن لا تتخذوا كقولك كتبت إليك أن افعل كذا وقرأ أبو عمرو بالياء على * (ألا تتخذوا من دوني وكيلا) * ربا تكلون إليه أموركم غيري
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»