تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤١٥
عرفوها بالمعجزات ثم أنكروها عنادا ومعنى ثم استبعاد الإنكار بعد المعرفة * (وأكثرهم الكافرون) * الجاحدون عنادا وذكر الأكثر إما لأن بعضهم لم يعرف الحق لنقصان العقل أو التفريط في النظر أو لم تقم عليه الحجة لأنه لم يبلغ حد التكليف وإما لأنه يقام مقام الكل كما في قوله * (بل أكثرهم لا يعلمون) * * (ويوم نبعث من كل أمة شهيدا) * وهو نبيها يشهد لهم وعليهم بالإيمان والكفر * (ثم لا يؤذن للذين كفروا) * في الاعتذار إذ لا عذر لهم وقيل في الرجوع إلى الدنيا و * (ثم) * لزيادة ما يحيق بهم من شدة المنع عن الاعتذار لما فيه من الإقناط الكلي على ما يمنون به من شهادة الأنبياء صلى الله عليه وسلم * (ولا هم يستعتبون) * ولا هم يسترضون من العتبى وهي الرضا وانتصاب يوم بمحذوف تقديره اذكر أو خوفهم أو يحيق بهم ما يحيق وكذا قوله * (وإذا رأى الذين ظلموا العذاب) * عذاب جهنم * (فلا يخفف عنهم) * أي العذاب * (ولا هم ينظرون) * يمهلون * (وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم) * أوثانهم التي ادعوها شركاء أو الشياطين الذين شاركوهم في الكفر بالحمل عليه * (قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك) * نعبدهم أو نطيعهم وهو اعتراف بأنهم كانوا مخطئين في ذلك أو التماس لأن يشطر عذابهم * (فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون) * أي أجابوهم بالتكذيب في أنهم شركاء الله أو أنهم ما عبدونهم حقيقة وإنما عبدوا أهواءهم كقوله تعالى * (كلا سيكفرون بعبادتهم) * ولا يمتنع إنطاق الله الأصنام به حينئذ أو في أنهم حملوهم على الكفر وألزموهم إياه كقوله * (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي) *
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»