تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤١٤
القباب المتخذة من الأدم ويجوز أن يتناول المتخذة من الوبر والصوف والشعر فإنها من حيث إنها نباتة على جلودها يصدق عليها أنها من جلودها * (تستخفونها) * تجدونها خفيفة يخف عليكم حملها ونقلها * (يوم ظعنكم) * وقت ترحالكم * (ويوم إقامتكم) * ووضعها أو ضربها وقت الحضر أو النزول وقرأ الحجازيان والبصريان * (يوم ظعنكم) * بالفتح وهو لغة فيه * (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) * الصوف للضائنة والوبر للإبل والشعر للمعز وإضافتها إلى ضمير * (الأنعام) * لأنها من جملتها * (أثاثا) * ما يلبس ويفرش * (ومتاعا) * ما يتجر به * (إلى حين) * إلى مدة من الزمان فإنها لصلابتها تبقى مدة مديدة أو إلى حين مماتكم أو إلى أن تقضوا منه أوطاركم * (والله جعل لكم مما خلق) * من الشجر والجبل والأبنية وغيرها * (ظلالا) * تتقون بها حر الشمس * (وجعل لكم من الجبال أكنانا) * مواضع تسكنون بها من الكهوف والبيوت المنحوتة فيها جمع كن * (وجعل لكم سرابيل) * ثيابا من الصوف والكتان والقطن وغيرها * (تقيكم الحر) * خصه بالذكر اكتفاء بأحد الضدين أو لأن وقاية الحر كانت أهم عندهم * (وسرابيل تقيكم بأسكم) * يعني الدروع والجواشن والسربال يعم كل ما يلبس * (كذلك) * كإتمام هذه النعم التي تقدمت * (يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون) * أي تنظرون في نعمه فتؤمنون به وتنقادون لحكمه وقرئ * (تسلمون) * من السلامة أي تشكرون فتسلمون من العذاب أو تنظرون فيها فتسلمون من الشرك وقيل * (تسلمون) * من الجراح بلبس الدروع * (فإن تولوا) * أعرضوا ولم يقبلوا منك * (فإنما عليك البلاغ المبين) * فلا يضرك فإنما عليك البلاغ وقد بلغت وهذا من إقامة السبب مقام المسبب * (يعرفون نعمة الله) * أي يعرف المشركون نعمة الله التي عددها عليهم وغيرها حيث يعترفون بها وبأنها من الله تعالى * (ثم ينكرونها) * بعبادتهم غير المنعم بها وقولهم إنها بشفاعة آلهتنا أو بسبب كذا أو بإعراضهم عن أداء حقوقها وقيل نعمة الله نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»