تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٣
البشر بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأن المنزل له وقيل الضمير في * (له) * للنبي صلى الله عليه وسلم * (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين) * في فرقهم جمع شيعة وهي الفرقة المتفقة على طريق ومذهب من شاعه إذا تبعه واصله الشياع وهو الحطب الصغار توقد به الكبار والمعنى نبأنا رجالا فيهم وجعلناهم رسلا فيما بينهم * (وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون) * كما يفعل هؤلاء وهو تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام * (وما) * للحال لا يدخل إلا مضارعا بمعنى الحال أو ماضيا قريبا منه وهذا على كحاية الحال الماضية * (كذلك نسلكه) * ندخله * (في قلوب المجرمين) * والسلك إدخال الشيء في الشيء كالخيط في المخيط والرمح في المطعون والضمير للإستهزاء وفيه دليل على أن الله تعالى يوجد الباطل في قلوبهم وقيل ل * (الذكر) * فإن الضمير الآخر في قوله * (لا يؤمنون به) * له وهو خال من هذا الضمير والمعنى مثل ذلك السلك نسلك الذكر في قولب المجرمين مكذبا غير مؤمن به أو بيان للجملة المتضمنة له وهذا الإحتجاج ضعيف إذ لا يلزم من تعاقب الضمائر توافقها في المرجوع غليه ولا يتعين أن تكون الجملة حالا من الضمير لجواز أن تكون حالا من المجرمين ولا ينافي كونها مفسرة للمعنى الأول يقويه * (وقد خلت سنة الأولين) * أي سنة الله فيهم بأن خذلهم وسلك الكفر في قلوبهم أو بإهلاك من كذب الرسل منهم فيكون وعيدا لأهل مكة
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»