أعماركم * (قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا) * لا فضل لكم علينا فلم تخصون بالنبوة دوننا ولو شاء الله أن يبعث إلى البشر رسلا لبعث من جنس أفضل * (تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا) * بهذه الدعوى * (فأتونا بسلطان مبين) * يدل على فضلكم واستحقاقكم لهذه المزية أو على صحة ادعائكم النبوة كأنهم لم يعتبروا ما جاءوا به من البينات والحجج واقترحوا عليهم آية أخرى تعنتا ولجاجا * (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) * سلموا مشاركتهم في الجنس وجعلوا الموجب لاختصاصهم بالنبوة فضل الله ومنه عليهم وفيه دليل على أن النبوة عطائية وأن ترجيح بعض الجائزات على بعض بمشيئة الله تعالى * (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله) * أي ليس إلينا الإتيان بالآيات ولا تستبد به استطاعتنا حتى نأتي بما اقترحتموه وإنما هو أمر يتعلق بمشيئة الله تعالى فيخص كل نبي بنوع من الآيات * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * فلنتوكل عليه في الصبر على معاندتكم ومعاداتكم عمموا الأمر للإشعار بما يوجب التوكل وقصدوا به أنفسهم قصدا أوليا ألا ترى قوله تعالى * (وما لنا ألا نتوكل على الله) * أي عذر لنا في أن لا نتوكل عليه * (وقد هدانا سبلنا) * التي بها نعرفه ونعلم أن الأمور كلها بيده وقرأ أبو عمرو بالتخفيف ههنا وفي * (العنكبوت) * * (ولنصبرن على ما آذيتمونا) * جواب قسم محذوف أكدوا به توكلهم وعدم مبالاتهم بما يجري من الكفار عليهم * (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) * فليثبت المتوكلون على ما استحدثوه من توكلهم المسبب عن إيمانهم * (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا) * حلفوا على أن يكون أحد الأمرين إما إخراجهم للرسل أو عودهم إلى ملتهم وهو بمعنى الصيرورة
(٣٤١)