تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٤١
لن تضروني فإن متوكل على الله واثق بكلاءته وهو مالكي ومالككم لا يحيق بي ما لم يرده ولا يقدرو على ما لم يقدره ثم برهن علهي بوقله * (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) * أي إلا وهو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها والاخذ بالنواصي تمثيل لذلك * (إن ربي على صراط مستقيم) * أي انه على الحق والعدل لا يضيع عنده معتصم ولا يفوته ظالم * (فإن تولوا) * فإن تتولوا * (فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم) * فقد أديت ما علي من الابلاغ والزام الحجة فلا تفريط مني ولا عذر لكم فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم * (ويستخلف ربي قوما غيركم) * استئناف بالوعيد لهم بأن الله يهلكهم ويستخلف قوما آخرين في ديارهم وأموالهم أو عطف على الجواب بالفاء ويؤيده القراءة بالجزم على الموضع كأنه قيل وإن تتولا يعذرني ربي ويستخلف * (ولا تضرونه) * لتوليكم * (شيئا) * من الضرر ومن جزم يستخلف اسقط النون منه * (إن ربي على كل شيء حفيظ) * رقيب فلا تخفى علهي أعمالكم ولا يغفل عن مجازاتكم أو حافظ مستول عليه فلا يمكن أن يضره شيء * (ولما جاء أمرنا) * عذابنا أو أمرنا العذاب * (نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا) * وكانوا أربعة آلاف * (ونجيناهم من عذاب غليظ) * تكرير لبيان ما نجاهم منه وهو السموم كانت تدخل أنوف الكفرة وتخرج من ادبارهم فتقطع اعضاءهم أو المراد به تنجيتهم من عذاب الآخرة أيضا والتعريض بأن المهلكين كما عذبوا في الدنيا بالسموم فهم معذبون في الآخرة بالعذاب الغليظ * (وتلك عاد) * أنت اسم الإشارة باعتبار القبيلة أو لان الإشارة إلى قبورهم وآثارهم * (جحدوا بآيات ربهم) * كفروا بها * (وعصوا رسله) * لأنهم عصوا رسولهم ومن عصي
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»