إهلاكح الكافرين وانجاء المؤمنين * (واستوت) * واستقرت السفينة * (على الجودي) * جبل بالموصل وقيل بالشام وقيل بآمل روي أنه ركب السفينة عاشر رجب ونزل عنها عاشر المحرم فصام ذلك اليوم فصار ذلك سنة * (وقيل بعدا للقوم الظالمين) * هلاكا لهم يقال بعد بعداص وبعداص إذا ابعد بعدا بعيدا بحيث لا يرجى عوده ثم استعير للهلاك وخص بدعاء السوء والآية في غاية الفصاحة لفخامة لفظها وحسن نظمها والدلالة على كنه الحال مع الايجاز الخالي عن الاخلال وفي ايراد الأخبار على البناء للمفعول دلالة على تعظيم الفاعل وانه متعين في نفسه مستغن عن ذكره إذ لا يذهب الوهم إلى غيره للعلم بأن مثل هذه الأفعال لا يقدر علهيا سوى الواحد القهار * (ونادى نوح ربه) * وأراد نداءه بدليل عطف قوله * (فقال رب إن ابني من أهلي) * فإنه النداء * (وإن وعدك الحق) * وإن كل وعد تعده حق لا يتطرق إليه الخلف وقد وعدت أن تنجي أهلي فما حاله أو فما له لم ينج ويجوز أن يكون هذا النداء قبل غرقه * (وأنت أحكم الحاكمين) * لأنك اعلمهم وأعدلهم أو لأنك اعلمهم وأعدلهم أو لأنك أكثر حكمة من ذوي الحكم على أن الحاكم من الحكمة كالدارع من الدرع * (قال يا نوح إنه ليس من أهلك) * لقطع الولاية بين المؤمن والكافر وأشار إليه بقوله * (إنه عمل غير صالح) * فإنه تعليل لنفي كونه من أهله وأصله إنه ذو عمل فاسد فجعل ذاته ذات العمل لمبالغة كقول الخنساء تصف ناقة (ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت فإنما هي اقبال وادبار) ثم بدل الفاسد بغير الصالح تصريحا بالمناقضة بين وصفها وانتفاء ما أوجب النجاة لمن نجا من أهله عنه وقرأ الكسائي ويعقوب * (إنه عمل غير صالح) * أي عمل عملا غير صالح * (فلا تسألن ما ليس لك به علم) * ما لا تعلم اصواب هو أم ليس كذلك وإنما سمي نداءه سؤالا لتضمن ذكر الوعد بنجاة أهله استنجازه في شأنه ولده أو استفساره المانع للانجاز
(٢٣٧)