تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٨
في حقه وانما سماه جهلا وزجر عنه بقوله * (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) * لأن استثناء من سبق عليه القول من أهله قد دله على الحال واغناه عن السؤال لكن اشغله حب الولد عنه حتى اشتبه عليه الأمر وقرأ ابن كثير بفتح اللام والنون الشديدة وكذلك نافع وانب عامر غير أنهما كسرا النون على أن أصله تسألنني فحذفت نون الوقاية لاجتماع النونات وكسرت الشديدة للياء ثم حذفت اكتفاء بالكسرة وعن نافع بروغاية رويس اثباتها في الوصل * (قال رب إني أعوذ بك أن أسألك) * فيما يستقبل * (ما ليس لي به علم) * ما لا علم لي بصحته * (وإلا تغفر لي) * وإن لم تغفر لي ما فرط مني في السؤال * (وترحمني) * بالتوبة والتفضل علي * (أكن من الخاسرين) * اعمالا * (قيل يا نوح اهبط بسلام منا) * أنزل من السفينة مسلما من المكاره من جهتنا أو مسلما عليك * (وبركات عليك) * ومباركا عليك أو زيادات في نسلك حتى تصير آدما ثانيا وقرئ * (اهبط) * بالضم بركة على التوحيد وهو الخير النامي * (وعلى أمم ممن معك) * وعلى أمم هم الذين معك سموا أمما لتحزبهم أو لتشعب الأمم منهم أو وعلى أمم ناشئة ممن معك والمراد بهم المؤمنون لقوله * (وأمم سنمتعهم) * أي وممن معك أمم سنمتعهم في الدنيا * (ثم يمسهم منا عذاب أليم) * في الآخرة والمراد بهم الكفار من ذرية من معه وقيل هم قوم هود وصالح ولوط وشعيب والعذاب ما نزل بهم * (تلك) * إشارة إلى قصة نوح ومحلها الرفع بالابتداء وخبرها * (من أنباء الغيب) * أي بعضها * (نوحيها إليك) * خبر ثان والضمير لها أي موحاة إليك أو حال من ال * (أنباء) * أو
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»