تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٨
* (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) * كأن أسند إليه ما لم ينزله أو نفى عنه ما أنزله * (أولئك) * أي الكاذبون * (يعرضون على ربهم) * في الموقف بأن يحبسوا وتعرض أعمالهم * (ويقول الأشهاد) * من الملائكة والنبيين أو من جوارحهم وهو جمع شاهد كأصحاب أو شهيد كأشراف جمع شريف * (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) * تهويل عظيم مما يحيق بهم حينئذ لظلمهم بالكذب على الله * (الذين يصدون عن سبيل الله) * عن دينه * (ويبغونها عوجا) * يصفونها بالانحراف عن الحق والصواب أو يبغون أهلها أن يعوجوا بالردة * (وهم بالآخرة هم كافرون) * والحال انهم كافرون بالآخرة وتكريرهم لتأكيد كفرهم واختصاصهم به * (أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض) * أي ما كانوا معجزين الله في الدنيا أن يعاقبهم * (وما كان لهم من دون الله من أولياء) * يمنعونهم من العقاب ولكنه أخر عقابهم إلى هذا اليوم ليكون أشد وأدوم * (يضاعف لهم العذاب) * استئناف وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب يضعف بالتشديد * (ما كانوا يستطيعون السمع) * لتصامهم عن الحق ويغضهم له * (وما كانوا يبصرون) * لتعاميهم عن آيات الله وكأنه العلة لمضاعفة العذاب وقيل هو بيان ما نفاه من ولاية الالهة بقوله * (وما كان لهم من دون الله من أولياء) * فإن ما لا يسمع ولا يبصر لا يصلح للولاية وقوله * (يضاعف لهم العذاب) * اعتراض * (أولئك الذين خسروا أنفسهم) * باشتراء عبادة الالهة بعبادة الله تعالى * (وضل عنهم ما كانوا يفترون) * من الالهة وشفاعتها أو خسروا بما بدلوا وضاع عنهم ما حصلوا
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»