تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٥
* (فإن لم يستجيبوا لكم) * بإتيان ما دعوتم إليه وجمع الضمير أما لتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم أو لأن المؤمنين كانوا أيضا يتحدونهم وكان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم متناولا لهم من حيث إنه يجب اتباعه عليهم في كل أمر إلا ما خصه الدليل وللتنبيه على أن التحديث مما يوجب رسوخ ايمانهم وقوة يقينهم فلا يغفلون عنه ولذلك رتب عليه قوله * (فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) * ملتبسا بما لا يعلمه إلا الله ولا يقدر علهي سواه * (وأن لا إله إلا هو) * واعلموا أن لا اله إلا الله لأنه العالم القادر بما لا يعلم ولا يقدر عليه غيره ولظهور عجز آهتهم ولتنصيص هذا الكلام الثابت صدقة باعجازه عليه وفيه تهديد واقناط من أن يجيرهم من بأس الله آلهتهم * (فهل أنتم مسلمون) * ثابتون على الإسلام راسخون فيه مخلصون إذا تحقق عندكم اعجازه مطلقا ويجوز أن يكون الكل خجطابا للمشركين والضمير في * (لم يستجيبوا) * لمن استطعتم أي فإن لم يستجيبوا لكم إلى المظاهرة لعجزهم وقد عرفتم من أنفسكم القصور عن المعاوضة فاعلموا انه نظم لا يعلمه إلا الله وانه منزل من عنده وان ما دعاكم إليه من التوحيد حق فهل أنتم داخلون في الإسلام بعد قيام الحجة القاطعة وفي مثل هذا الاستفهام ايجاب بليغ لما فيه من معنى الطلب والتنبيه على قيام الموجب وزوال العذر * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها) * بإحسانه وبره * (نوف إليهم أعمالهم فيها) * نوصل إليهم جزاء أعمالهم في الدنيا من الصحة والرئاسة وسعة الزرق وكثرة الأولاد وقرئ * (يوف) * بالياء أي يوف الله ونوف على البناء للمعفول ونوف بالتخفيف والرفع لأن الشرط ماض كقوله (وإن أتاه كريم يوم مسغبة يقول لا غائب مالي ولا حرم)
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»