تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
انهم استرذلوهم بادي الرؤية من غير روية بما عاينوا من رثاثة حالهم وقلة منالهم دون تأمل في معانيهم وكمالاتهم * (قالوا يا نوح قد جادلتنا) * خاصمتنا * (فأكثرت جدالنا) * فأطلته أو أتي بأنواعه * (فأتنا بما تعدنا) * من العذاب * (إن كنت من الصادقين) * في الدعوى والوعيد فإن مناظرتك لا تؤثر فينا * (قال إنما يأتيكم به الله إن شاء) * عاجلا أو آجلاص * (وما أنتم بمعجزين) * بدفع العذاب أو الهرب منه * (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم) * شرط ودليل وجواب والجملة دليل جواب قوله * (إن كان الله يريد أن يغويكم) * وتقدير الكلام أن كان الله يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي ولذلك تقول لو قال الرجل أنت طالق أن دخلت الدار أن كلمت زيداص فدخلت ثم كلمت لنم تطلق وهو جواب لما أوهموا من أن جداله كلام بلا طائل وهو دليل على أن إرادة الله تعالى يصح تعلقها بالاغواء وان خلاف مراده محال وقيل * (أن يغويكم) * أن يهلككم من غوى الفصيل غوى إذا بشم فهلك * (هو ربكم) * هو خالقكم والمتصرف فيكم وفق ارادته * (وإليه ترجعون) * فيجازيكم على أعمالكم * (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي) * وباله وقرئ اجرامي على الجمع * (وأنا بريء مما تجرمون) * من اجرامكم في اسناد الافتراء إلي * (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس) * فلا تحزن ولا تتأسف * (بما كانوا يفعلون) * أقنطه الله تعالى من إيمانهم ونهاه أن يغتم بما فعلوه من التكذيب والايذاء
(٢٣٢)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»