تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٢١
* (ليستخفوا منه) * من الله بسرهم فلا يطلع رسوله والمؤمنين عليه قيل إنها نزلت في طائفة من المشركين قالوا إذا ارخينا ستورنا واستغشينا ثيابنا وطوينا صدورنا على عداوة محمد كيف يعلم وقيل نزلت في المنافقين وفيه ظر إذ الآية مكية والنفاق حدث بالمدينة * (ألا حين يستغشون ثيابهم) * ألا حين يأوون إلى فراشهم ويتغطون بثيابهم * (يعلم ما يسرون) * في قلوبهم * (وما يعلنون) * بأفواههم يستوي في علمه سرهم وعلنهم فكيف يخفى عليه ما عسى يظهرونه * (إنه عليم بذات الصدور) * بالأسرار ذات لاصدور أو بالقلوب وأحوالها * (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) * غذاؤها ومعاشها لتكلفه إياه تفضلا ورحمة وانما أتى بلفظ الوجوب تحقيقا لوصوله وحملا على التوكل فيه * (ويعلم مستقرها ومستودعها) * أماكنها في الحياة والممات أو الاصلاب والأرحام أو مساكنها من الأرض حين وجدت بالفعل ومودعها من المواد والمقار حين كانت بعد بالقوة * (كل) * كل واحد من الدواب وأحوالها * (في كتاب مبين) * مذكور في اللوح المحفوظ وكأنه أريد بالآية بيان كونه عالما بالمعلومات كلها وبما بعدها بيان كونه قادرا على الممكنات بأسرها تقريرا للتوحيد ولما سبق من الوعد والوعيد * (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) * أي خلقهما وما فيهما كما مر بيانه في الأعراف أوما في جهتي العلو والسفل وجمع السماوات دون الأرض لاختلاف العلويات بالأصل والذات دون لاسفليات * (وكان عرشه على الماء) * قبل خلقهما لم يكن حائل بينهما لأنه كان موضوعا على متن الماء واستدل به على إمكان الخلاء وأن الماء أول حادث بعد العرش من أجرام هذا العالم وقيل كان الماء على متن الريح والله أعلم بذلك * (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * متعلق ب * (خلق) * أي خلق ذلك كخلق من خلق ليعاملكم
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»