تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
دليل على أن الغافل غير مكلف * (أن الله بكل شيء عليم) * فيعلم أمرهم في الحالين * (إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) * لما منعهم من الاستغفار للمشركين وان كانوا اولي قربى وتضمن ذلك وجوب التبرؤ عنهم رأسا بين لهم أن الله مالك كل موجود ومتولي آمره والغالب عليه ولا يتأتى لهم ولاية ولا نصرة إلا منه ليتوجهوا بشراشرهم إليه ويتبرؤوا مما عداه حتى لا يبقى لهم مقصود فيما يأتون ويذرون سواه * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) * من إذن المنافقين في التخلف أو هو بعث على التوبة والمعنى ما من أحد إلا وهو محتاج إلى التوبة حتى النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار لقوله تعالى * (وتوبوا إلى الله جميعا) * إذ ما من أحد إلا وله مقام الأنبياء والصالحين من عباده * (الذين اتبعوه في ساعة العسرة) * في وقتها هي حالهم في غزوة تبوك كانوا في عسرة الظهر يعتقب العشرة على بعير واحد والزاد حتى قيل أن الرجلين كانا يقتسمان تمرة والماء حتى شربوا القيظ * (من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم) * عن الثبات على الإيمان أو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وفي * (كاد) * ضمير الشأن أو ضمير القوم والعائد إليه الضمير في * (منهم) * وقرأ حمزة وحفص * (يزيغ) * بالياء لأن
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»