تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
أزال استعفر لك ما لم انه عنه فنزلت وقيل لما افتتح مكة خرج إلى الأبواء فزار قبر أمه ثم قام مستعبرا فقال إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي وأنزل علي الآيتين * (ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) * بأن ماتوا على الكفر وفيه دليل على جواز الاستغفار لاحيائهم فإنه طلب توفيقهم للايمان وبه دفع النقيض باستغفار إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه الكفار فقال * (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) * وعدها إبراهيم أباه بقوله * (لأستغفرن لك) * أي لأطلبن مغفرتك بالتوفيق للايمان فإنه يجب ما قبله ويدل عليه قراءة من قرأ * (أباه) * أو وعدها إبراهيم أبوه وهي الوعد بالأيمان * (فلما تبين له أنه عدو لله) * بأن مات على الكفر أو أوحي إليه بأنه لن يؤمن * (تبرأ منه) * فقطع استغفاره * (إن إبراهيم لأواه) * لكثير التأوه وهو كناية عن فرط ترحمه ورقة قلبه * (حليم) * صبور على الأذى والجملة لبيان ما حمله على الاستغفار له مع شكاسته عليه * (وما كان الله ليضل قوما) * أي ليسميهم ضلالا ويؤاخذه مؤاخذتهم * (بعد إذ هداهم) * للإسلام * (حتى يبين لهم ما يتقون) * حتى يبين لهم خطر ما يجب اتقاؤه وكأنه بيان عذر الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله لعمه أو لمن استغفر لاسلافه المشركين قبل المنع وقيل إنه في قوم مضوا على الأمر الأول في القبلة والخمر ونحو ذلك وفي الجملة
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»