تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٥٨
عن شيء منها أماكن الدنيا وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ثم وصفه بأنه دار إقامة وثبات في جوار عليين لا يعتريهم فيها فناء ولا تغير ثم وعدهم بما هو أكبر من ذلك فقال * (ورضوان من الله أكبر) * لأنه المبدأ لكل سعادة وكرامة والمؤدي إلى نيل الوصول والفوز باللقاء وعنه صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول لأهل الجنة هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون واي شيء من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم أبدا * (ذلك) * أي الرضوان أو جميع ما تقدم * (هو الفوز العظيم) * الذي تستحقر دونه الدنيا وما فيها * (يا أيها النبي جاهد الكفار) * بالسيف * (والمنافقين) * بإلزام الحجة وإقامة الحدود * (واغلظ عليهم) * في ذلك ولا تحابهم * (ومأواهم جهنم وبئس المصير) * مصيرهم * (يحلفون بالله ما قالوا) * روي أنه صلى الله عليه وسلم أقام في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعيب المتخلفين فقال الجلاس بن سويد لئن كان ما يقول محمد لإخواننا حقا لنحن شر من الحمير فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحضره فحلف بالله ما قاله فنزلت فتاب الجلاس وحسنت توبته * (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) * وأظهروا الكفر بعد إظهار الإسلام * (وهموا بما لم ينالوا) * من فتك الرسول وهو أن خمسة عشر منهم توافقوا عند مرجعه من تبوك أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذ تسنم العقبة بالليل فأخذ عمار بن
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»