تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٩
جهينة ومزينة واسلم وأشجع وغفار كانوا نازلين حولها * (ومن أهل المدينة) * عطف على * (وممن حولكم) * أو خبر لمحذوف صفته * (مردوا على النفاق) * ونظيره في حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه قوله (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا) وعلى الأول صفة للمنافقين فصل بينها وبينه بالمعطوف على الخبر أو كلام مبتدأ لبيان تمرنهم وتمهرهم في النفاق * (لا تعلمهم) * لا تعرفهم بأعيانهم وهو تقرير لمهارتهم فيه وتنوقهم في تحامي مواقع التهم إلى حد اخفى عليك حالهم مع كمال فطنتك وصدق فراستك * (نحن نعلمهم) * ونطلع على اسرارهم إن قدروا أن يلبسوا عليك لم يقدروا أن يلبسوا علينا * (سنعذبهم مرتين) * بالفضيحة والقتل أو بأحدهما وعذاب القبر أو بأخذ الزكاة ونهك الأبدان * (ثم يردون إلى عذاب عظيم) * إلى عذاب عظيم * (إلى عذاب النار) * * (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) * ولم يعتذروا عن تخلفهم بالمعاذير الكاذبة وهم طائفة من المتخلفين أوثقوا أنفسهم على سواري المسجد لما بلغهم ما نزل في المتخلفين فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد على عادته فصلى ركعتين فرآهم فسأل عنهم فذكر له أنهم اقسموا أن لا يحلوا أنفسهم حتى تحلهم فقال وأنا اقسم أن لا أحلهم حتى اومر فيهم فنزلت فأطلقهم * (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) * خلطوا الفعل الصالح الذي هو اظهار الندم والاعتراف بالذنب بآخر سيىء هو التخلف وموافقة أهل النفاق والواو إما بمعنى الباء كما في قولهم بعت الشاء شاة ودرهما أو للدلالة على أن كل واحد منهما
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»