تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٥٩
ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفها يسوقها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع اخفاف الإبل وقعقعة السلاح فقال إليكم إليكم يا أعداء الله فهربوا أو اخراجه واخراج المؤمنين من المدينة أو بأن يتوجوا عبد الله بن أبي وإن لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وما نقموا) * وما أنكروا أو ما وجدوا ما يورث نقمتهم * (إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله) * فإن أكثر أهل المدينة كانوا محاويج في ضنك من العيش فلما قدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أثروا بالغنائم وقتل للجلاس مولى فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بديته اثني عشر ألفا فاستغنى والاستثناء مفرغ من أعم المفاعيل أو العلل * (فإن يتوبوا يك خيرا لهم) * وهو الذي حمل الجلاس على التوبة والضمير في * (يك) * للتوب * (وإن يتولوا) * بالإصرار على النفاق * (يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة) * بالقتل والنار * (وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير) * فينجيهم من العذاب * (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) * نزلت في ثعلبة بن حاطب آتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يرزقني مالا فقال عليه الصلاة والسلام يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فراجعه وقال والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله لأعطين كل ذي حق حقه فدعا له فاتخذ غنما فنمت كما ينمى الدود حتى ضاقت بها المدينة فنزل واديا وانقطع عن الجماعة والجمعة فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل كثر ماله حتى لا يسعه واد فقال يا ويح ثعلبة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقين لأخذ الصدقات فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه الكتاب الذي فيه الفرائض فقال ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية فارجعا حتى أرى رأيي فنزلت فجاء ثعلبة بالصدقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله منعني أن اقبل منك فجعل يحثو التراب على رأسه فقال هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بها إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه فلم يقبلها ثم جاء بها إلى عمر رضي الله تعالى عنه في خلافته فلم يقبلها
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»