تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٥٤
فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغني أو لعامل عليها * (وفي سبيل الله) * وللصرف في الجهاد بالانفاق على المتطوعة وابتياع الكراع والسلاح وقيل وفي بناء القناطر والمصانع * (وابن السبيل) * المسافر المنقطع عن ماله * (فريضة من الله) * مصدر لما دل عليه الآية الكريمة أي فرض لهم الله الصدقات فريضة أو حال من الضمير المستكن في * (للفقراء) * وقرئ بالرفع على تلك * (فريضة) * * (والله عليم حكيم) * يضع الأشياء في مواضعها وظاهر الآية يقتضي تخصيص استحقاق الزكاة بالأصناف الثمانية ووجوب الصرف إلى كل صنف وجد منهم ومراعاة التسوية بينهم قضية للاشتراك واليه ذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه وعن عمر وحذيفة وابن عباس وغيرهم من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين جواز صرفها إلى صنف واحد وبه قال الأئمة الثلاثة واختاره بعض أصحابنا وبه كان يفتي شيخي ووالدي رحمهما الله تعالى على أن الآية بيان أن الصدقة لا تخرج منهم لا ايجاب قسمها عليهم * (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) * يسمع كل ما يقال له ويصدقه سمي بالجارحة للمبالغة كأنه من فرط استماعه صار جملته آلة السماع كما سمي الجاسوس عينا لذلك أو اشتق له فعل من أذن أذنا إذا استمع كأنف وشلل روي أنهم قالوا محمد أذن سامعه نقول ما شئنا ثم تأتيه فيصدقنا بما نقول * (قل أذن خير لكم) * تصديق لهم بأنه أذن ولكن لا على الوجه الذي ذموا به بل من حيث أنه يسمع الخير ويقبله ثم فسر ذلك بقوله * (يؤمن بالله) * يصدق به لما قام عنده من الأدلة * (ويؤمن للمؤمنين) * ويصدقهم لما علم من خلوصهم واللام مزيدة للتفرقة بين إيمان التصديق فإنه بمعنى التسليم وإيمان الأمان * (ورحمة) * أي وهو رحمة * (للذين آمنوا منكم) * لمن اظهر الإيمان حيث يقبله ولا يكشف سره وفيه تنبيه عل انه ليس يقبل قولكم جهلا بحالكم بل رفقا بكم وترحما عليكم وقرأ حمزة * (ورحمة) * بالجر عطفا على * (خير) * وقرئ بالنصب على إنها علة فعل دل عليه * (أذن خير) * أي يأذن لكم رحمة وقرأ نافع * (آذن) * بالتخفيف فيهما وقرئ * (أذن خير) * على أن * (خير) * صفة له أو خبر ثان * (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) * بإيذائه * (يحلفون بالله لكم) * على معاذيركم فيما قالوا أو تخلفوا * (ليرضوكم) * لترضوا
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»