تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٦٣
* (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون) * إخبار عما يؤول إليه حالهم في الدنيا والآخرة اخرجه على صيغة الأمر للدلالة على أنه حتم واجب ويجوز أن يكون الضحك والبكاء كنايتين عن السرور والغم والمراد من القلة العدم * (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم) * فإن ردك إلى المدينة وفيها طائفة من المتخلفين يعني منافقيهم فإن كلهم لم يكونوا منافقين أو من بقي منهم وكان المتخلفون اثني عشر رجلا * (فاستأذنوك للخروج) * إلى غزوة أخرى بعد تبوك * (فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا) * إخبار في معنى النهي للمبالغة * (إنكم رضيتم بالقعود أول مرة) * تعليل له وكان اسقاطهم عن ديوان الغزاة عقوبة لهم على تخلفهم و * (أول مرة) * هي الخرجة إلى غزوة تبوك * (فاقعدوا مع الخالفين) * أي المتخلفين لعدم لياقتهم للجهاد كالنساء والصبيان وقرئ مع (الخلفين) على قصر * (الخالفين) * * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) * روي أن عبد الله بن أبي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فلما دخل عليه سأله أن يستغفر له ويكفنه في شعاره الذي يلي جسده ويصلي عليه فلما مات أرسل قميصه ليكفن فيه وذهب ليصلي عليه فنزلت وقيل صلى عليه ثم نزلت وانما لم ينه عن التكفين في قميصه ونهى عن الصلاة عليه لأن الضن بالقميص كان مخلا بالكرم ولأنه كان مكافأة لا لباسه العباس قميصه حين أسر ببدر والمراد من الصلاة الدعاء للميت والاستغفار له وهو ممنوع في حق الكافر ولذلك رتب النهي على قوله * (مات أبدا) * يعني الموت على الكفر فإن إحياء الكافر للتعذيب دون التمتع فكأنه لم يحيى * (ولا تقم على قبره) * ولا تقف عند قبره للدفن أو الزيارة * (إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) * تعليل للنهي أو لتأبيد الموت
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»