تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٥٦
عاصم بالنون فيهما وقرئ بالياء وبناء الفاعل فيهما وهو الله وإن تعف بالتاء والبناء على المفعول ذهابا إلى المعنى كأنه قال أن ترحم طائفة * (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض) * أي متشابهة في النفاق والبعد عن الإيمان كأبعاض الشيء الواحد وقيل إنه تكذيب لهم في حلفهم بالله إنهم لمنكم وتقرير لقولهم وما هم منكم وما بعده كالدليل عليه فإنه يدل على مضادة حالهم لحال المؤمنين وهو قوله * (يأمرون بالمنكر) * بالكفر والمعاصي * (وينهون عن المعروف) * عن الإيمان والطاعة * (ويقبضون أيديهم) * عن المبار وقبض اليد كناية عن الشح * (نسوا الله) * غفلوا عن ذكر الله وتركوا طاعته * (فنسيهم) * فتركهم من لطفه وفضله * (إن المنافقين هم الفاسقون) * الكاملون في التمرد والفسوق عن دائرة الخير * (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها) * مقدرين الخلود * (هي حسبهم) * عقابا وجزاء وفيه دليل على عظم عذابها * (ولعنهم الله) * أبعدهم من رحمته وأهانهم * (ولهم عذاب مقيم) * لا ينقطع والمراد به ما وعدوه أو ما يقاسونه من تعب النفاق * (كالذين من قبلكم) * أي أنتم مثل الذين أو فعلتم مثل فعل الذين من قبلكم * (كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا) * بيان لتشبيههم بهم وتمثيل حالهم بحالهم * (فاستمتعوا بخلاقهم) * نصيبهم من ملاذ الدنيا واشتقاقه من الخلق بمعنى التقدير فإنه ما قدر لصاحبه * (فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم) * ذم الأولين باستمتاعهم بحظوظهم المخدجة من الشهوات الفانية والتهائهم بها عن النظر في العاقبة والسعي في تحصيل اللذائذ الحقيقية تمهيدا لذم المخاطبين بمشابهتهم واقتفاء أثرهم * (وخضتم) * ودخلتم في الباطل كالذين خاضوا كالذين خاضوا أو كالفوج الذي خاضوا أو كالخوض الذي خاضوه * (أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة) * لم يستحقوا عليها ثوابا في الدارين * (وأولئك هم الخاسرون) * الذين خسروا الدنيا والآخرة
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»