تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
عنهم والخطاب للمؤمنين * (والله ورسوله أحق أن يرضوه) * أحق بالإرضاء بالطاعة والوفاق وتوحيد الضمير لتلازم الرضائين أو لأن الكلام في إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وإرضائه أو لأن التقدير والله أحق أن يرضوه والرسول كذلك * (إن كانوا مؤمنين) * صدقا * (ألم يعلموا أنه) * أن الشأن وقرئ بالتاء * (من يحادد الله ورسوله) * يشاقق مفاعلة من الحد * (فأن له نار جهنم خالدا فيها) * على حذف الخبر أي فحق أن له أو على تكرير أن للتأكيد ويحتمل أن يكون معطوفا على أنه ويكون الجواب محذوفا تقديره من يحادد الله ورسوله يهلك وقرئ * (فإن) * بالكسر * (ذلك الخزي العظيم) * يعني الهلاك الدائم * (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم) * على المؤمنين * (سورة تنبئهم بما في قلوبهم) * وتهتك عليهم استارهم ويجوز أن يكون الضمائر للمنافقين فإن النازل فيهم كالنازل عليهم من حيث إنه مقروء ومحتج به عليهم وذلك يدل على ترددهم أيضا في كفرهم وأنهم لم يكونوا على بت في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء وقيل إنه خبر في معنى الأمر وقبل كانوا يقولونه فيما بينهم استهزاء لقوله * (قل استهزؤوا إن الله مخرج) * مبرز أو مظهر * (ما تحذرون) * أي ما تحذرونه من إنزال السورة فيكم أو ما تحذرون اظهاره من مساويكم * (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) * روي أن ركب المنافقين مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالوا انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونه هيهات هيهات فأخبر الله تعالى به نبيه فدعاهم فقال قلتم كذا وكذا فقالوا لا والله ما كنا في شيء من أمرك وأمر أصحابك ولكن كنا في شيء مما يخوض فيه الركب ليقصر بعضنا على بعض السفر * (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون) * توبيخا على استهزائهم بمن لا يصح الاستهزاء به وإلزاما للحجة عليهم ولا تعبأ باعتذارهم الكاذب * (لا تعتذروا) * لا تشتغلوا باعتذاراتكم فإنها معلومة الكذب * (قد كفرتم) * قد أظهرتم الكفر بإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن فيه * (بعد إيمانكم) * بعد اظهاركم الإيمان * (إن نعف عن طائفة منكم) * لتوبتهم وإخلاصهم أو لتجنبهم عن الإيذاء والاستهزاء * (نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين) * مصرين على النفاق أو مقدمين على الإيذاء والاستهزاء وقرأ
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»