تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٦١
أنه صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم وقال كان لي ثمانية آلاف فأقرضت ربي أربعة وأمسكت لعيالي أربعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت فبارك الله له حتى صولحت إحدى امرأتيه عن نصف الثمن على ثمانين ألف درهم وتصدق عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع تمر فقال بت ليلتي أجر بالجرير على صاعين فتركت صاعا لعيالي وجئت بصاع فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره على الصدقات فلمزهم المنافقون وقالوا ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء ولقد كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل ولكنه أحب أن يذكر بنفسه ليعطى من الصدقات فنزلت * (والذين لا يجدون إلا جهدهم) * إلا طاقتهم وقرئ بالفتح وهو مصدر جهد في الأمر إذا بالغ فيه * (فيسخرون منهم) * يستهزئون بهم * (سخر الله منهم) * جازاهم على سخريتهم كقوله تعالى * (الله يستهزئ بهم) * * (ولهم عذاب أليم) * على كفرهم * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) * يريد به التساوي بين الأمرين في عدم الإفادة لهم كما نص عليه بقوله * (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) * روي أن عبد الله بن عبد الله بن أبي وكان من المخلصين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض أبيه أن يستغفر له ففعل صلى الله عليه وسلم فنزلت فقال صلى الله عليه وسلم لأزيدن على السبعين فنزلت * ( سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) * وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»