كفانا فضله * (سيؤتينا الله من فضله) * صدقة أو غنيمة أخرى * (ورسوله) * فيؤتينا أكثر مما آتانا * (إنا إلى الله راغبون) * في أن يغنينا من فضله والآية بأسرها في حيز الشرط والجواب محذوف تقديره * (خيرا لهم) * ثم بين مصارف الصدقات تصويبا وتحقيقا لما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم فقال * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) * أي الزكوات لهؤلاء المعدودين دون غيرهم وهو دليل على أن المراد باللمز لمزهم في قسم الزكوات دون الغنائم والفقير من لا مال له ولا كسب يقع موقعا من حاجته من الفقار كأنه أصيب فقاره والمسكين من له مال أو كسب لا يكفيه من السكون كأن العجز أسكنه ويدل عليه قوله تعالى * (أما السفينة فكانت لمساكين) * وأنه صلى الله عليه وسلم كان يسأل المسكنة ويتعوذ من الفقر وقيل بالعكس لقوله تعالى * (مسكينا ذا متربة) * * (والعاملين عليها) * الساعين في تحصيلها وجمعها * (والمؤلفة قلوبهم) * قوم اسلموا ونيتهم ضعيفة فيه فيستأنف قلوبهم أو أشراف قد يترتب بإعطائهم ومراعاتهم إسلام نظرائهم وقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والألقرع بن حابس والعباس بن مرداس لذلك وقيل أشراف يستألفون على أن يسلموا فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيهم والأصح أنه كان يعطيهم من خمس الخمس الذي كان خاص ماله وقد عد منهم من يؤلف قبله بشيء منها على قتال الكفار ومانعي الزكاة وقيل كان سهم المؤلفة لتكثير سواد الإسلام فلما أعزه الله وأكثر أهله سقط * (وفي الرقاب) * وللصرف في فك الرقاب بأن يعاون المكاتب بشئ منها على أداء النجوم وقيل بأن تبتاع الرقاب فتعتق وبه قال مالك وأحمد أو بأن يفدي الأساري والعدول عن اللام إلى في للدلالة على أن الاستحقاق للجهة لا للرقاب وقيل للايذان بأنهم أحق بها * (والغارمين) * والمديونين لأنفسهم غير معصية ومن غير إسراف إذا لم يكن لهم وفاء أو الاصلاح ذات البين وان كانوا أغنياء لقوله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة لغاز في سبيل الله أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل له جار مسكين
(١٥٣)