تمثيل لإلقاء الله كراهة الخروج في قلوبهم أو وسوسة الشيطان بالأمر بالقعود أو حكاية قول بعضهم لبعض أو إذن الرسول عليه السلام لهم والقاعدين يحتمل المعذورين وغيرهم وعلى الوجهين لا يخلو عن ذم * (لو خرجوا فيكم ما زادوكم) * بخروجهم شيئا * (إلا خبالا) * فسادا وشرا ولا يستلزم ذلك أن يكون لهم خبال حتى لو خرجوا زادوه لأن الزيادة باعتبار أعم العام الذي وقع منه الاستثناء ولأجل هذا التوهم جعل الاستثناء منقطعا وليس كذلك لأنه لا يكون مفرغا * (ولأوضعوا خلالكم) * ولأسرعوا ركائبهم بينكم بالنميمة والتضريب أو الهزيمة والتخذيل من وضع البعير وضعا إذا أسرع * (يبغونكم الفتنة) * يريدون أن يفتنوكم بإيقاع الخلاف فيما بينكم أو الرعب في قلوبكم والجملة حال من الضمير في * (ولأوضعوا) * * (وفيكم سماعون لهم) * ضعفة يسمعون قولهم ويطيعونهم أو نمامون يسمعون حديثكم للنقل إليهم * (والله عليم بالظالمين) * فيعلم ضمائرهم وما يتأتى منهم * (لقد ابتغوا الفتنة) * تشتيت أمرك وتفريق أصحابك * (من قبل) * يعني يوم أحد فإن ابن أبي وأصحابه كما تخلفوا عن تبوك بعدما خرجوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذي جدة أسفل من ثنية الوداع انصرفوا يوم أحد * (وقلبوا لك الأمور) * ودبروا لك المكايد والحيل ودوروا الآراء في ابطال أمرك * (حتى جاء الحق) * بالنصر والتأييد الإلهي * (وظهر أمر الله) * وعلا دينه * (وهم كارهون) * أي على رغم منهم والآيتان لتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على تخلفهم وبيان ما ثبطهم الله لأجله وكره انبعاثهم له وهتك أستارهم وكشف أسرارهم وإزاحة اعتذارهم تداركا لما فوت الرسول صلى الله عليه وسلم بالمبادرة إلى الآذن ولذلك عوتب عليه * (ومنهم من يقول ائذن لي) * في القعود * (ولا تفتني) * ولا توقعني في الفتنة أي في العصيان والمخالفة بأن لا تأذن لي وفيه أشعار بأنه لا محالة متخلف أذن له أم يأذن أو في الفتنة بسبب
(١٤٩)