تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٢٤
* (إن الذين آمنوا وهاجروا) * هم المهاجرون هجروا أوطانهم حبا لله ولرسوله * (وجاهدوا بأموالهم) * فصرفوها في الكراع والسلاح وأنفقوها على المحاويج * (وأنفسهم في سبيل الله) * بمباشرة القتال * (والذين آووا ونصروا) * هم الأنصار آووا المهاجرين إلى ديارهم ونصروهم على أعدائهم * (أولئك بعضهم أولياء بعض) * في الميراث وكان المهاجرين والأنصار يتوارثون بالهجرة والنصرة دون الأقارب حتى نسخ بقوله * (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض) * أو بالنصرة والمظاهرة * (والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا) * أي من توليهم في الميراث وقرأ حمزة * (ولايتهم) * بالكسر تشبيها لها بالعمل والصناعة كالكتابة والامارة كأنه بتوليه صاحبه يزاول عملا * (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) * فواجب عليكم أن تنصروهم على المشركين * (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) * عهد فإنه لا ينقض عهدهم لنصرهم عليهم * (والله بما تعملون بصير) * * (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) * في الميراث أو المؤازرة وهو بمفهومه يدل على منع التوارث أو المؤازرة بينهم وبين المسلمين * (إلا تفعلوه) * إلا تفعلوا ما أمرتم به من التواصل بينكم وتولي بعضكم لبعض حتى في التوارث وقطع العلائق بينكم وبين الكفار * (تكن فتنة في الأرض) * تحصل فتنة فيها عظيمة وهي ضعف الإيمان وظهور الكفر * (وفساد كبير) * في الدين وقرئ كثير * (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا) * لما قسم المؤمنين ثلاثة أقسام بين أن الكاملين في الإيمان منهم هم الذين حققوا ايمانهم بتحصيل مقتضاه من الهجرة وبذل المال ونصرة الحق ووعد لهم الموعد الكريم فقال * (لهم مغفرة ورزق كريم) * لا تبعة له ولا منة فيه ثم ألحق بهم في الأمرين من سيلحق بهن ويتسم بسمتهم فقال
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»