تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٦
له * (لا مبدل لكلماته) * لا أحد يبدل شيئا منها بما هو أصدق وأعدل أو لا أحد يقدر أن يحرفها شائعا ذائعا كما فعل بالتوراة على أن المراد بها القرآن فيكون ضمانا لها من الله سبحانه وتعالى بالحفظ كقوله * (وإنا له لحافظون) * أو لا نبي ولا كتاب بعدها ينسخها ويبدل أحكامها وقرأ الكوفيون ويعقوب * (كلمة ربك) * أي ما تكلم به أو القرآن * (وهو السميع) * لما يقولون * (العليم) * بما يضمرون فلا يهملهم * (وإن تطع أكثر من في الأرض) * أي أكثر الناس يريد الكفار أو الجهال أو اتباع الهوى وقيل الأرض أرض مكة * (يضلوك عن سبيل الله) * عن الطريق الموصل إليه فإن الضال في غالب الأمر لا يأمر إلا بما هو ضلال * (إن يتبعون إلا الظن) * وهو ظنهم أن آباءهم كانوا على حق أو جهالاتهم وآرائهم الفاسدة فإن الظن يطلق على ما يقابل العلم * (وإن هم إلا يخرصون) * يكذبون على الله سبحانه وتعالى فيما ينسبون إليه كاتخاذ الولد وجعل عبادة الأوثان وصلة إليه وتحليل الميتة وتحريم البحائر أو يقدرون أنهم على شيء وحقيقته ما يقال عن ظن وتخمين * (إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) * أي أعلم بالفريقين و * (من) * موصولة أو موصوفة في محل النصب يفعل دل عليه أعلم لا به فإن أفعل لا ينصب الظاهر في مثل ذلك أو استفهامية مرفوعة بالابتداء والخبر * (يضل) * والجملة معلق عنها الفعل المقدر وقرئ * (من يضل) * أي يضله الله فتكون من منصوبة بالفعل المقدر أو مجرورة بإضافة أعلم إليه أي أعلم المضلين من قوله تعالى * (من يضلل الله) * أو من
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»