تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٤١
* (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) * أي ولا تذكروا آلهتهم التي يعبدونها بما فيها من القبائح * (فيسبوا الله عدوا) * تجاوزا عن الحق إلى الباطل * (بغير علم) * على جهالة بالله سبحانه وتعالى وبما يجب أن يذكر به وقرأ يعقوب * (عدوا) * يقال عدا فلان عدوا وعدوا وعداء وعدوانا روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يطعن في آلهتهم فقالوا لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون إلهك فنزلت وقيل كان المسملون يسبونها فنهوا لئلا يكون سبهم سبا لسب الله سبحانه وتعالى وفيه دليل على أن الطاعة إذا أدت إلى معصية راجحة وجب تركها فإن ما يؤدي إلى الشر شر * (كذلك زينا لكل أمة عملهم) * من الخير والشر بإحداث ما يمكنهم منه ويحملهم عليه توفيقا وتخذيلا ويجوز تخصيص العمل بالشر وكل أمة بالكفرة لأن الكلام فيهم والمشبه به تزيين سب الله لهم * (ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) * بالمحاسبة والمجازاة عليهم * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم) * مصدر في موقع الحال والداعي لهم إلى هذا القسم والتأكيد فيه التحكم على الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب الآيات واستحقار ما رأوا منها * (لئن جاءتهم آية) * من مقترحاتهم * (ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله) * هو قادر عليها يظهر منها ما يشاء وليس شيء منها بقدرتي وإرادتي * (وما يشعركم) * وما يدريكم استفهام إنكار * (إنها) * أي أن الآية المقترحة * (إذا جاءت لا يؤمنون) * أي لا تدرون أنهم لا يؤمنون أنكر السبب مبالغة في نفي المسبب وفيه تنبيه على أنه سبحانه وتعالى إنما لم ينزلها لعلمه
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»