تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٥١
حرجا بالكسر أي شديد الضيق والباقون بالفتح وصفا بالمصدر * (كأنما يصعد في السماء) * شبهة مبالغة في ضيق صدره بمن يزاول ما لا يقدر عليه فإن صعود السماء مثل فيما يبعد عن الاستطاعة ونبه به على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع الصعود وقيل معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبوا عن الحق وتباعدا في الهرب منه وأصل يصعد يتصعد وقد قرئ به وقرأ ابن كثير * (يصعد) * وأبو بكر عن عاصم يصاعد بمعنى يتصاعد * (كذلك) * أي كما يضيق صدره ويبعد قلبه عن الحق * (يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) * يجعل العذاب أو الخذلان عليهم فوضع الظاهر موضع المضمر للتعليل * (وهذا) * إشارة إلى البيان الذي جاء به القرآن أو إلى الإسلام أو ما سبق من التوفيق والخذلان * (صراط ربك) * الطريق الذي ارتضاه أو عادته وطريقه الذي اقتضته حكمته * (مستقيما) * لا عوج فيه أو عادلا مطردا وهو حال مؤكدة كقوله * (وهو الحق مصدقا) * أو مقيدة والعامل فيها معنى الإشارة * (قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون) * فيعلمون أن القادر هو الله سبحانه وتعالى وأن كل ما يحدث من خير أو شر فهو بقضائه وخلقه وأنه عالم بأحوال العباد حكيم عادل فيما يفعل بهم
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»