تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٣
اقترحوا فقالوا لولا أنزل علينا الملائكة فأتوا بآياتنا * (أو تأتي بالله والملائكة قبيلا) * وقبلا جمع قبيل بمعنى كفيل أي كفلاء بما بشروا به وأنذروا به أو جمع قبيل الذي هو جمع قبيل بمعنى جماعات أو مصدر بمعنى مقابلة كقبلا وهو قراءة نافع وابن عامر وهو على الوجوه حال من كل وإنما جاز ذلك لعمومه * (ما كانوا ليؤمنوا) * لما سبق عليهم القضاء بالكفر * (إلا أن يشاء الله) * استثناء من أعم الأحوال أي لا يؤمنون في حال من الأحوال إلا حال مشيئة الله تعالى إيمانهم وقيل منقطع وهو حجة واضحة على المعتزلة * (ولكن أكثرهم يجهلون) * أنهم لو أوتوا بكل آية لم يؤمنوا فيقسمون بالله جهد أيمانهم على ما لا يشعرون ولذلك أسند الجهل إلى أكثرهم مع أن مطلق الجهل يعمهم أو ولكن أكثر المسلمين يجهلون أنهم لا يؤمنون فيتمنون نزول الآية طمعا في إيمانهم * (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا) * أي كما جعلنا لك عدوا جعلنا لكل نبي سبقك عدوا وهو دليل على أن عداوة الكفرة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بفعل الله سبحانه وتعالى وخلقه * (شياطين الإنس والجن) * مردة الفريقين وهو بدل من عدوا أو أول مفعولي * (جعلنا) * و * (عدوا) * مفعوله الثاني ولكل متعلق به أو حال منه * (يوحي بعضهم إلى بعض) * يوسوس شياطين الجن إلى شياطين الإنس أو بعض الجن إلى بعض وبعض الإنس إلى بعض * (زخرف القول) * الأباطيل المموهة منه من زخرفة إذا زينه * (غرورا) * مفعول له أو مصدر في موقع الحال * (ولو شاء ربك) * إيمانهم * (ما فعلوه) * أي ما فعلوا
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»