تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٠
الأكابر لأنهم أقوى من استتباع الناس والمكر بهم * (وما يمكرون إلا بأنفسهم) * لأن وباله يحيق بهم * (وما يشعرون) * ذلك * (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) * يعني كفار قريش لما روي أن أبا جهل قال زاحمنا بني عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يوحي إليه والله لا نرضى به إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه فنزلت * (الله أعلم حيث يجعل رسالته) * استئناف للرد عليهم بأن النبوة ليست بالنسب والمال وإنما هي بفضائل نفسانية يخص الله سبحانه وتعالى بها من يشاء من عباده فيجتبي لرسالاته من علم أنه يصلح لها وهو أعلم بالمكان الذي يضعها فيه وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم * (رسالته) * * (سيصيب الذين أجرموا صغار) * ذل وحقارة بعد كبرهم * (عند الله) * يوم القيامة وقيل تقديره من عند الله * (وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) * بسبب مكرهم أو جزاء على مكرهم * (فمن يرد الله أن يهديه) * يعرفه طريق الحق ويوفقه للإيمان * (يشرح صدره للإسلام) * فيتسع له وينفسح فيه مجاله وهو كناية عن جعل النفس قابلة للحق مهيأة لحلوله فيها مصفاة عما يمنعه وينافيه وإليه أشار إليه أفضل الصلاة والسلام حين سأل عنه فقال نور يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلب المؤمن فينشرح له وينفسح فقالوا هل لذلك من أمارة يعرف بها فقال نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله * (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) * بحيث ينبو عن قبول الحق فلا يدخله الإيمان وقرأ ابن كثير * (ضيقا) * بالتخفيف ونافع وأبو بكر عن عاصم
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»