أصلح لك فإنه لا يعلمه سواه وقرئ * (فإذا عزمت) * على التكلم أي فإذا عزمت لك على شيء وعينته لك فتوكل على الله ولا تشاور فيه أحدا * (إن الله يحب المتوكلين) * فينصرهم ويهديهم إلى الصلاح * (إن ينصركم الله) * كما نصركم يوم بدر * (فلا غالب لكم) * فلا أحد يغلبكم * (وإن يخذلكم) * كما خذلكم يوم أحد * (فمن ذا الذي ينصركم من بعده) * من بعد خذلانه أو من بعد الله بمعنى إذا جاوزتموه فلا ناصر لكم وهذا تنبيه على المقتضى للتوكل وتحريض على ما يستحق به النصر من الله وتحذير عما يستجلب خذلانه * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * فليخصوه بالتوكل عليه لما علموا أن لا ناصر لهم سواه وآمنوا به * (وما كان لنبي أن يغل) * وما صح لنبي أن يخون في الغنائم فإن النبوة تنافي الخيانة يقال غل شيئا من المغنم يغل غلولا وأغل إغلالا إذا أخذه في خفية والمراد منه إما براءة الرسول صلى الله عليه وسلم عما اتهم به إذ روي أن قطيفة حمراء فقدت يوم بدر فقال بعض المنافقين لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها أو ظن به الرماة يوم أحد حين تركوا المركز للغنيمة وقالوا نخشى أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخذ شيئا فهو له ولا يقسم الغنائم وإما المبالغة في النهي للرسول صلى الله عليه وسلم على ما روي أنه بعث طلائع فغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم على من معه ولم يقسم للطلائع فنزلت فيكون تسمية حرمان بعض المستحقين غلولا تغليظا ومبالغة ثانية وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب * (أن يغل) * على البناء للمفعول والمعنى وما صح له أن يوجد غالا أو أن ينسب إلى الغلول * (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) *
(١٠٩)