تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٦
كان ابن أبي وغيره * (ما قتلنا ها هنا) * لما غلبنا أو لما قتل من قتل منا في هذه المعركة * (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) * أي لخرج الذين قدر الله عليهم القتل وكتبه في اللوح المحفوظ إلى مصارعهم ولم تنفعهم الإقامة بالمدينة ولم ينج منهم أحد فإنه قدر الأمور ودبرها في سابق قضائه لا معقب لحكمه * (وليبتلي الله ما في صدوركم) * وليمتحن ما في صدوركم ويظهر سرائرها من الإخلاص والنفاق وهو علة فعل محذوف أي وفعل ذلك ليبتلي أو عطف على محذوف أي لبرز لنفاذ القضاء أو لمصالح جمة وللابتلاء أو على لكيلا تحزنوا * (وليمحص ما في قلوبكم) * وليكشفه ويميزه أو يخلصه من الوساوس * (والله عليم بذات الصدور) * بخفياتها قل إظهارها وفيه وعد ووعيد وتنبيه على أنه غني عن الابتلاء وإنما فعل ذلك لتمرين المؤمنين وإظهار حال المنافقين * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) * يعني إن الذين انهزموا يوم أحد إنما كان السبب في انهزامهم أن الشيطان طلب منهم الزلل فأطاعوه واقترفوا ذنوبا لمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم بترك المركز والحرص على الغنيمة أو الحياة فمنعوا التأييد وقوة القلب وقيل استزلال الشيطان توليهم وذلك بسبب ذنوب تقدمت لهم فإن المعاصي يجر بعضها بعضا كالطاعة وقيل استزلهم بذكر ذنوب سلفت منهم فكرهوا القتال قبل إخلاص التوبة والخروج من المظلمة * (ولقد عفا الله عنهم) * لتوبتهم واعتذارهم * (إن الله غفور) * للذنوب * (حليم) * لا يعاجل بعقوبة الذنب كي يتوب * (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) * يعني المنافقين * (وقالوا لإخوانهم) * لأجلهم وفيهم ومعنى أخوتهم اتفاقهم في النسب أو المذهب * (إذا ضربوا في الأرض) * إذا
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»