تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١١٢
ولما ظرفه المضاف إلى ما أصابتكم أي أقلتم حين أصابتكم مصيبة وهي قتل سبعين منكم يوم أحد والحال إنكم نلتم ضعفها يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من أين هذا أصابنا وقد وعدنا الله النصر * (قل هو من عند أنفسكم) * أي مما اقترفته أنفسكم من مخالفة الأمر بترك المركز فإن الوعد كان مشروطا بالثبات والمطاوعة أو اختيار الخروج من المدينة وعن علي رضي الله تعالى عنه باختياركم الفداء يوم بدر * (إن الله على كل شيء قدير) * فيقدر على النصر ومنعه وعلى أن يصيب بكم ويصيب منكم * (وما أصابكم يوم التقى الجمعان) * جمع المسلمين وجمع المشركين يريد يوم أحد * (فبإذن الله) * فهو كائن بقضائه أو تخليته الكفار سماها إذنا لأنها من لوازمه * (وليعلم المؤمنين) * * (وليعلم الذين نافقوا) * وليتميز المؤمنون والمنافقون فيظهر إيمان هؤلاء وكفر هؤلاء * (وقيل لهم) * عطف على نافقوا داخل في الصلة أو كلام مبتدأ * (تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا) * تقسيم للأمر عليهم وتخيير بين أن يقاتلوا للآخرة أو للدفع عن الأنفس والأموال وقيل معناه قاتلوا الكفرة أو ادفعوهم بتكثيرهم سواد المجاهدين فإن كثرة السواد مما يروع العدو ويكسر منه * (قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم) * لو نعلم ما يصح أن يسمى قتالا لاتبعناكم فيه لكن ما أنتم عليه ليس بقتال بل إلقاء بالأنفس إلى التهلكة أو لو نحسن قتالا لاتبعناكم فيه وإنما قالوه دغلا واستهزاء * (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) * لانخذالهم وكلامهم هذا فإنهما أول أمارات ظهرت منهم مؤذنة بكفرهم وقيل
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»