تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٨
الميم من مات يمات * (لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) * جواب القسم وهو ساد مسد الجزاء والمعنى إن السفر والغزو ليس مما يجلب الموت ويقدم الأجل وإن وقع ذلك في سبيل الله فما تنالون من المغفرة والرحمة بالموت خير مما تجمعون من الدنيا ومنافعها لو لم تموتوا وقرأ حفص بالياء * (ولئن متم أو قتلتم) * أي على أي وجه اتفق هلاككم * (لإلى الله تحشرون) * لإلى معبودكم الذي توجهتم إليه وبذلتم مهجكم لوجهه لا إلى غيره لا محالة تحشرون فيوفي جزائكم ويعظم ثوابكم وقرأ نافع وحمزة والكسائي * (متم) * بالكسر * (فبما رحمة من الله لنت لهم) * أي فبرحمة وما مزيدة للتأكيد والتنبيه والدلالة على أن لينه لهم ما كان إلا برحمة من الله وهو ربطه على جأشه وتوفيقه للرفق بهم حتى اغتم لهم بعد أن خالفوه * (ولو كنت فظا) * سيئ الخلق جافيا * (غليظ القلب) * قاسية * (لانفضوا من حولك) * لتفرقوا عنك ولم يسكنوا إليك * (فاعف عنهم) * فيما يختص بك * (واستغفر لهم) * فيما لله * (وشاورهم في الأمر) * أي في أمر الحرب إذ الكلام فيه أو فيما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة * (فإذا عزمت) * فإذا وطنت نفسك على شيء بعد الشورى * (فتوكل على الله) * في إمضاء أمرك على ما هو
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»