تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٤
أحد لأحد ولا ينتظره * (والرسول يدعوكم) * كان يقول إلي عباد الله أنا رسول الله من يكر فله الجنة * (في أخراكم) * في ساقتكم أو في جماعتكم الأخرى * (فأثابكم غما بغم) * عطف على صرفكم والمعنى فجازاكم الله عن فشلكم وعصيانكم غما متصلا بغم من الاغتمام بالقتل والجرح وظفر المشركين والإرجاف بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم أو فجازاكم غما بسبب غم أذقتموه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعصيانكم له * (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم) * لتتمرنوا على الصبر في الشدائد فلا تحزنوا فيما بعد على نفع فائت ولا ضر لاحق وقيل * (لا) * مزيدة والمعنى لتأسفوا على ما فاتكم من الظفر والغنيمة وعلى ما أصابكم من الجرح والهزيمة عقوبة لكم وقيل الضمير في فأثابكم للرسول صلى الله عليه وسلم أي فآساكم في الاغتمام فاغتم بما نزل عليكم كما اغتممتم بما نزل عليه ولم يثر بكم على عصيانكم تسلية لكم كيلا تحزنوا على ما فاتكم من النصر ولا على ما أصابكم من الهزيمة * (والله خبير بما تعملون) * عليم بأعمالكم وبما قصدتم بها * (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) * أنزل الله عليكم الأمن حتى أخذكم النعاس وعن أبي طلحة غشينا النعاس في المصاف حتى كان السيف يسقط من يد أحدنا فيأخذه ثم يسقط فيأخذه والأمنة الأمن نصب على المفعول ونعاسا بدل منها أو هو المفعول و * (أمنة) * حال منه متقدمة أو مفعول له أو حال من المخاطبين بمعنى ذوي أمنة أو على أنه جمع آمن كبار وبررة وقرئ * (أمنة) * بسكون الميم كأنها المرة في الإمر * (يغشى طائفة منكم) * أي النعاس وقرأ حمزة والكسائي بالتاء ردا على الأمنة والطائفة المؤمنون حقا * (وطائفة) * هم المنافقون * (قد أهمتهم أنفسهم) * أوقعتهم أنفسهم في الهموم أو ما يهمهم
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»