الأول: أنهم اليهود والتقدير من سألكم عن شأن محمد صلى الله عليه وسلم فاصدقوه وبينوا له صفته ولا تكتموا أمره قاله ابن عباس وابن جبير وابن جريح ومقاتل.
والثاني: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم اختلف أرباب هذا القول فقال الحسن مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر وقال أبو العالية وقولوا للناس معروفا. وقال محمد ابن علي بن الحسين: كلموهم بما تحبون أن يقولوا لكم فعلى هذا الآية محكمة.
وذهب قوم إلى أن المراد بذلك: مساهلة المشركين في دعائهم إلى الإسلام فالآية عند هؤلاء منسوخة بآية السيف وهذا قول بعيد لأن لفظ الناس عام فتخصيصه بالكفار يفتقر إلى دليل ولا دليل ها هنا ثم إن إنذار الكفار من الحسنى.
ذكر الآية الخامسة:
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا) * قال المفسرون: كانت هذه الكلمة لغة في الأنصار وهي من راعيت الرجل إذا تأملته وتعرفت أحواله ومنه قولهم أرعني سمعك وكانت الأنصار تقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بلغة اليهود سب